حروب القهر بالحجاب … شهادة إيمان إسماعيل
مجلة تفكير تعرض بعض شهادات سيدات مع تجربة لبس الحجاب وكيف كانت عملية لبس الحجاب عند قطاعات مختلفة من المجتمع وهذه شهادة منها.
شهادة إيمان إسماعيل عن تجربتها في ارتداء الحجاب وخلعه، وكانت قد كتبتها على جزأين ضمن هاشتاج الحجاب (#الحجاب) في صالون تفكير والذي قد شاركتنا فيه عشرات العضوات بشهادتهن كذلك.
المنشور الأول
عطفا على بوست دكتور هالة عن الطفولة حابة أحكي عن طفولتي وطفولة كتير من بنات قريتي.

اللي في الصورة دي أنا وأنا عمري ١٢ سنة … دي كانت آخر يوم دراسة في 6 ابتدائي. انا وزميلاتي اللي حوليا وكل بنات المعهد كنا محجبات جوا المعهد من 1 ابتدائي … برا المدرسة مكنش في حجاب.
اللي فكراه عن نفسي في المرحلة دي اني لم أكن أمت للستات بصلة … مفيش أي مظاهر أنثوية… أقصر وأرفع بنت في زميلاتي.
بعد كم شهر لبست الحجاب رسمي نظمي … مع اني بلغت بعدها بسنتين وانا عندي ١٤ سنة.
من الصيف بدأت اتعامل على اني واحدة ست وفي قواعد كتير اتفرضت عليا … زي اني كبرت ومينفعش أزور صحباتي ومينفعش اروح بيت جدي غير بحساب ومينفعش أكلم زمايلي الأولاد اللي أصلا من كم شهر كنا بنلعب في الشارع .. وفي نفس الوقت أخويا اللي أكبر مني بسنة واحدة بدأت صلاحياته تزيد وبياخد مساحة كل يوم أكبر وأفضل من اللي قبله.
أول موقف كرهت فيه الحجاب وفهمت اني اتورطت فيه بقية عمري .. كنت رايحة مع ماما زيارة واحنا مستعجلين خرجت من غيره وهي مخدتش بالها غير في نص الشارع وأصرت أرجع ألبسه وأنا رفضت ومكنتش فاهمة ليه واحنا متأخرين ارجع أضيع وقت كمان (كان عمري ١٢) … هي اتعصبت وأصرت وأنا كنت لأول مرة أقف واعاند وقلت مش لبساه … قالت لي ياتلبسيه يا ترجعي تقعدي لوحدك في البيت … وقررت أقعد في البيت… بس كان بداية الحريقة جوايا وكنت بسأل نفسي الغلط فين؟ ليه بيتعمل معايا كده وفي نفس الوقت أخويا واخد راحته؟
كل دا خلاني غضبانة وناقمة ومرحلة إعدادي كلها تقريبا كنت بنتقم … بطلت أذاكر وبقيت بعمل مصايب في المدرسة وبرده بتخانق طول الوقت في البيت على حقوقي.
وانا ببص للصورة دلوقتي بقول لنفسي كنت صغيرة على كل الهري دا … كنت فعلا صغيرة أوي سننا وشكلا… ليه اتاخد في حرب نسوية وابقى بعافر عشان اخد حقوق عادية جدا … بس دا مكنش حالي لوحدي .. دا حال أغلب البنات اللي كانوا في سني ساعتها … يمكن الحاجة العدلة واللي مكنتش متوفرة لبنات تانية اني مكنتش بنضرب على عمايلي وعندي وخناقاتي المستمرة…. وابويا كان إلى حد كبير بيطبطب ويهون … بس في نفس الوقت مكنش يقدر ياخد مواقف حاسمة عشان تربية البنات مسئولية الأم في الأول والآخر.
كنت أتمنى ان الوضع يكون اتغير في قريتي بس في زياراتي الأخيرة بشوف الوضع زي ما هو إلى حد ما … لسه البنات ممنوعة من حاجات كتير ولسه بيتشافوا ستات وهم لسه أطفال.
المنشور الثاني
مساء الخير
ألحق بقى قبل ترند الحجاب ما يتقفل واحكي عن الحرب
اتكلمت قبل كده عن تغير قناعتي الدينية واني لما اخدت قرار خلع الحجاب كانت المعارضة من جوزي كبيرة … فضلت سنة من أواخر ٢٠١٨ ل ٢٠١٩ في محاولات لإقناعه.. مرة بالنقاش ومرة بالخناق لحد ما في مرة كنا على سفر وبكل هدوء قلعت الحجاب واحنا في العربية وهو بصلي باستغراب في الأول بس بعد دقايق كان مبسوط وفاجئني وقالي تعالي نتصور سلفي (الصورة اللي تحت دي) … دي كانت بداية وإعلان موافقة بس معتبرتش نفسي قلعته رسمي ساعتها.

توفى جوزي في ٢٠٢٠ وبموته دخلت حرب أكون أو لا أكون مع العيلة .. ببساطة أرملة صعيدية عمرها ٣٤ سنة وفي الغربة لوحدها ب ٣ أطفال… وفقا للعادات والتقاليد أنا جزء من الميراث … ومهما المعاملة كانت حلوة وفيها طبطبة فكنت عارفة ان بعد شوية هخوض الحرب دي وهيجي عليا وقت أخسر فيه يا إما نفسي وحريتي يا العيلة … بدأت البوادر تظهر في شوية تصرفات زي المطالبة برجوعي لمصر عشان مينفعش وميصحش أعيش لوحدي في أوروبا.
بعد ٦ شهور من الوفاة وبالظبظ يوم ٢يناير ٢٠٢١ كنت في المستشفى مصابة بكورونا ومعرفش هطلع منها ولا لا … قرار المواجهة بخلع الحجاب اتاخد في المستشفى… خرجت وبعدها بأسبوع بعت الصورة اللي تحت دي مع إعلان خلعي للحجاب نهائيا ل ٢ من اخواتي اللي كنت متخيلة انهم هيدعموني.. واحد منهم كان رده انتي حرة وهتفضلي أختي مهما عملتي بس اقنعيني … قلتله مش عاوزة اتناقش ولا اقنعك .. لو حابب دور بنفسك عن فرضيته من عدمها.
التاني بقى (سلفي) كان زي المجنون وإهانات بقى وتهديدات بالقتل وقطيعة ما زالت مستمرة لحد النهارده. بعدها بدأت ابعت صوري لماما وانا بشعري … معلقتش ابدا اي تعليق سلبي … وانا عارفه ان اخواتي أكيد شافوا الصور على موبايلها وتأملت ان دي بداية جيدة.
عملت الاكونت دا ومفيش حد عليه من العيلة ولا الأصحاب المتشددين.
بالصدفة صديقة قديمة (منتقبة) اتكعبلت في الاكونت وانا مكنتش قفلاه فخدت صوري بشعري وبدأت حرب قلة الأدب منها … اتصالات ورسايل وتهديد بفضيحة … قلتلها أعلى ما في خيلك اركبيه
في شهر ٨ اللي فات وبعد وصولي مصر بساعات عرفت ان البنت دي بالفعل نشرت صوري وبعتتها لناس من أهلي مصحوبة بشتايم زي لو كنتوا رجالة مكنتوش تسيبوا بنتكم تمشي على حل شعرها
مهما وصفت الأيام دي وصعوبتها مش هعرف اديها حقها … خناقات ليل نهار ومواجهات بقى ومفيش في أيدي غير كارت واحد … قطع العلاقات.
قطعت العلاقات بالكل ومسبتش أي مجال لأي ابتزاز عاطفي وأي حد يتجاوز كنت بهدد باتخاذ إجراءات قانونية .. أولهم الست اللي أخدت صوري هددتها اني هعمل محضر بس تراجعت لأنها برده أرملة بتربي ٣ أطفال لوحدها.
اتفاجئت بموقف اخويا الكبير … اخد صفي وطاح في الكل وحاليا هو أكبر داعم ليا … وأخ تاني كمان دعمني .. وبدأت المواقف تتغير شوية شوية … حتى اللي مدعمش بشكل مباشر مبقاش واخد مواقف ضدي … بدأ اللي كان مقاطعني يتراجع ويسأل عني ولو حتى من بعيد لبعيد وفي منهم كمان اللي اعتذر.
اتمسكت انا بقراري ومضعفتش لا قدام دموع امي ولا تهديدات اخويا بالقتل ولا تهديدات بقطع الصلات والنتيجة لحد دلوقتي مرضية تماما … انا بقيت راضية عن نفسي ومتسقة مع أفكاري وهم شوية شوية بيتقبلوا واللي مش عارف يتقبلني زي ما انا خرج بسلام.
انا كتبت الكلام ده عشان في ستات كانت بتحكي انها خايفة تاخد الخطوة … الموضوع مهما كان صعب في النهاية انتي اللي كسبانة .. كم شهر ولا حتى كم سنة وفي الآخر هتبقي نفسك.
ليلتكم سعيدة.
لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل
salontafker@gmail.com
تابع قناة جمال عمر علي يوتيوب شاهد قناة تفكير علي يوتيوب تابع تسجيلات تفكير الصوتية علي تليجرام انضم لصالون تفكير علي فيسبوك
شارك المحتوى
اكتشاف المزيد من تفكير
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اترك رد