صدى الإسلام وأصول الحكم في أفغانستان.. أ. محمد محق .. قرن من الإسلام وأصول الحكم في تفكير

بقلم: عمرو عبد الرحمن

280709377_5758375077522788_4038074696299373968_n2 صدى الإسلام وأصول الحكم في أفغانستان.. أ. محمد محق .. قرن من الإسلام وأصول الحكم في تفكير

يذكر أ. محمد محق ـ سفير أفغانستان في مصر سابقًا ـ أن بداية تفاعل أفغانستان مع كتاب الإسلام وأصول الحكم كانت بعد ترجمة الكتاب إلى اللغة الفارسية في إيران.

أفغانستان بين العلمانية والإسلام السياسي

لم تكن العلاقة بين الدين والدولة من الأشياء التي تحوز على الاهتمام بدراستها في أفغانستان. لم تظهر العلمانية كمقابل للدين إلا مع قدوم الشيخ يوسف القرضاوي لإلقاء المحاضرات في باكستان. أي أن أفكار علي عبدالرازق ونصر حامد أبوزيد لم تجد من يعبر عنها في أفغانستان، بل كان الحديث عنها يأتي دائمًا من الجهة المقابلة.

يلفت أ. محمد محق النظر إلى التداخل الثقافي بين أفغانستان وباكستان وإيران. في إيران كانت الثورة الإسلامية التجلي الأبرز للإسلام السياسي. وبعد الثورة كان موضوع الدين والدولة من الموضوعات الهامة في النقاشات الإيرانية، ما لفت الانتباه إلى كتاب علي عبدالرازق.

d8bad984d8a7d981-d8a7d984d8a5d8b3d984d8a7d985-d988d8a3d8b5d988d984-d8a7d984d8add983d985 صدى الإسلام وأصول الحكم في أفغانستان.. أ. محمد محق .. قرن من الإسلام وأصول الحكم في تفكير

في أفغانستان بدأ النظر للعلاقة بين الدين والدولة بشكل متزامن مع صدور الكتاب. في عشرينيات القرن الماضي كان ما يحدث في تركيا وفي مصر محط أنظار الأفغانيين. قام الملك أمان الله بتنظيم هذه العلاقة متأثرّا بالحداثة، فحض على تعليم المرأة، ولم يكن الحجاب إلزاميًا.

ما البديل؟

مع الحرب الباردة زاد المد الشيوعي في أفغانستان، ما استدعى وقفة من مجموعة من المجتمع الأفغاني تأثرت بأفكار حسن البنا وسيد قطب، رأت أن هذا المد لا يلائم خصائص المجتمع الأفغاني المحافظ. ومع الاحتلال السوڤيتي لأفغانستان انتشرت الأفكار الأصولية للإسلام السياسي. مع سيطرة الإسلاميين على كابول وحدوث صراعات دامية بين الفرق المختلفة، فكر البعض في مدى صلاحية الأفكار الإسلامية الأصولية، وإذا لم تكن صالحة، فما البديل؟

هنا كان النظر مرة آخرى لأفكار مثل أفكار علي عبدالرازق وغيرها تنتقد منهج الإسلام السياسي، حتى سيطرت طالبان على الحكم، وقضت على كل منجزات أفغانستان الحداثية منذ عهد الملكية.

ظل التفكير في البديل حاضرًا في ذهن جيل أ. محمد محق. تم وضع كتابات منظّري الإخوان مثل سيد قطب ويوسف القرضاوي التي كان لها تأثير كبير في أفغانستان في ميزان التفكير والنقد. وزاد الاهتمام بكتابات المجددين امثال نصر حامد أبوزيد وعلي عبدالرازق.

يشير أ. محمد محق إلى المشكلة الرئيسية في رأيه وهي الفجوة بين النخبة وأفكارها التقدمية والجماهير التي تحتاج هذه الأفكار. فيسهل إيصال كتاب صغير لشيخ أصولي بينما يصعب أن ينتشر كتاب لعلي عبدالرازق أو نصر حامد أبوزيد بين الجماهير.

مناقشة الندوة

بدأ د. عبدالباسط هيكل النقاش حول المحاضرة، وحديثه عن العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين وأفغانستان، والمجاهدين وأفغانستان. حيث رأوا في أفغانستان فرصة سانحة لنجاح مشروعهم في الوصول للسلطة. واتفق أ. محمد محق على الإخوان كان ينظرون إلى أفغانستان كموقع استراتيچي لمشروع الجماعة.

سأل د. أكمل عن القيمة الخاصة التي يمكن أن يحملها كتاب الإسلام وأصول الحكم عن ما لحقه من ومؤلفات تناقش نفس الفكرة. كما تساءل عن مثقفين من أفغانستان والمنطقة المحيطة بها ينظرون إلى إسلام يحتوي على علمانية بداخله، وهل أدت الصدمات التي تعرض لها مشروع الإسلام السياسي في أفغانستان إلى ظهور مجموعة ترى بالقطيعة مع الدين؟

أجاب أ. محمد محق بأن ربما كان تأثير بعض الكُتّاب الإيرانيين أكبر من تأثير علي عبدالرازق. في أفغانستان هناك طبقة تقدم نفسها ك”مثقفين مسلمين” تحاول تقديم قراءة دينية تلائم القيْم الحداثية. وكل ظهور لمجموعة تحاول عمل قطيعة مع الدين كان يزيد من شعبية الأصولين أكثر، فالتوفيق بين الدين والحداثة هو الحل ذو الفرص الأكثر للنجاح.

أشار أشرف قنديل إلى طبيعة النظام الإسلامي الحاكم في أفغانستان واختلافها عن تنظيم الإخوان وحتى النظام الإيراني، لأنه لا يهدف لإقامة خلافة أو التوسع خارج الحدود. وسأل عن الخلاف بين السلفية وجماعة طالبان.

أجاب أ. محمد محق بأن لدى جماعة طالبان لديها مشروع خفي قد يمتد خارج الحدود ، إلا أنهم في هذه الفترة يركزون على أفعانستان. وأشار إلى أن طالبان ليست جماعة واحدة ذات توجه عقدي واحد، وان بهم الكثير لديهم أفكار سلفية وجهادية. فهناك تداخل وتشابك بين السلفية وطالبان ليس بالبساطة التي قد يتخيلها البعض.

سأل محمد عوض عن فترة مقاومة الاحتلال السوڤيتي، وعن وجود مجموعة معتدلة من المجاهدين كان يمكن أن يتصدروا المشهد الأفغاني. وهل من الممكن ترويض جماعات الإسلام السياسي؟ هل من حل لهذه المشكلة الأزلية؟

أجاب أ. محمد محق بأن مقاومة الاحتلال السوڤيتي كان له جانب قومي كبير، لكن الاتجاهات المعتدلة لم تكن الأكثر قوة بسبب الدعم الخارجي للجماعات الأكثر تشددًا. أما عن الحل فلا توجد حلول بسيطة، وجزء من الحل يقع على عاتق قوى خارجية وجزء من على عاتقنا.

تداخل أ. محمد صفر عن الصراع بين المجاهدين وطالبان وهل جاء نتيجة نشأة طالبان في باكستان كصراع بين المدرسة الإسلامية الباكستانية الديوبندية والمدرسة الإخوانية في مصر؟ كما طلب المقارنة بين الفكر الشيعي السياسي والفكر السني السياسي؟

أقر أ. محمد محق بتأثير المدرسة الباكستانية الديوبندية المتمثل في حركة طالبان والتي أنتجت حركة أكثر تطرفًا من مثيلاتها في مدارس أخرى في وسط آسيا أو في الهند.

سأل د. محمد عيسى عن رحلة أ. محمد محق كممثل لجيل المثقفين الأفغان من قراءة سيد قطب إلى قراءة محمد أركون وعابد الجابري.

عرض أ. محمد محق تجربته، ومشاركته في نقاشات وندوات مع رموز الإخوان المسلمين، وكيف رأى زيف شعاراتهم وعدم التزامهم بها. كما كان لتجربة طالبان في أفغانستان تأثير كبير. وكيف شعر عندما قام أحد أفراد هيئة الأمر بالمعروف التابعة لطالبان بقص شعره وقت أن كان شابًا، وكيف أشعره ذلك بسلب كرامته الإنسانية.

في الختام أشار جمال عمر إلى جهلنا حاليًا بما يجري خارج منطقتنا العربية بسبب عوائق اللغة، وأكد على أن الكتب وحدها لا تكفي، وأننا في حاجة إلى مزيد من الجهد وهو ما أتفق معه أ. محمد محق، وأبدى استعداده لمزيد من المشاركة في مجهودات ثقافية مثل مجهودات تفكير. وفي الختام شكر جمال عمر أ. محمد محق على الندوة المفيدة وشكر إيمان رفاعي على إدارتها للندوة.

للاستماع إلى تسجيل صوتي للندوة، اضغط هنا

لمشاهدة فيديو الندوة

انضم مع 3 مشتركين

لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل

salontafker@gmail.com

شارك المحتوى


اكتشاف المزيد من تفكير

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

ندوات