عن دورة توتر القرآن ... بقلم: سماء معاوية

فكر فن وأدب 8 يونيو، 2025 0 تعليقات

عن دورة توتر القرآن … بقلم: سماء معاوية

بقلم: سماء معاوية هيكل

فيه فصول من الكتاب بداخلها رؤى خضت في سبيل تحقيقها معارك، وفصول أخرى متقدمة خضت في سبيل الخلاص منها معارك أخرى.

وجدت هذه الرسالة في الأرشيف، كتبتها للأصدقاء في مثل هذا الوقت منذ عامين في شات دورة توتر القرآن بأجزائها الثلاثة، وأحببت مشاركتها معكم هنا على مجموعة الأكاديمية كتذكرة إن كان فيه حدث مهم بيحصل على مدار سنة ونصف.

بمناسبة نهاية الدورة الي استمرت ما يقرب من عام ونصف، على بالي أشارك حاجات بسيطة من وحي لقاء واحتفال امبارح الرائع.

في الحقيقة رحلتي مع الكتاب بدأت من ٢٠١٩، لفت انتباهي العنوان، ومن أول ما قرأت المقدمة، مرت على ذاكرتي أحداث كتير متعلقة بطفولتي. خليت الكتاب جنبي، كل شوية أبص عليه، كان إحساس أن هناك ما هو جديد وقيم في هذا العالم.

عنوان توتر القرآن ما قدرت أشوفه توتر الكتاب أو توتر النص أو حتى الخطاب بقدر ما هو توتر الإنسان في التعاطي بين الواقع والنص، هو توتري أنا.

فيه فصول من الكتاب بداخلها رؤى خضت في سبيل تحقيقها معارك، وفصول أخرى متقدمة خضت في سبيل الخلاص منها معارك أخرى.

تأثير الكتاب في إزاي الأطروحات برغم انها ممكن تظهر كأفكار فلسفية إلا ان كان على مدار الفترة دي ومن ساعة ما عرفت جمال كانت لها تأثير في الإشارة لجروح وتوترات قديمة واجهتها بروح طفلة كانت من جيل إسلامي، كان نبتة لثورة الآباء على القديم، شوفت نفسي في فصول الكتاب وشوفت آخرين عاصرتهم في فصول أخرى، وبحكم تورطي الدراسي مع مؤسسة الأزهر والعاطفي مع مذهب الآباء شوفت نماذج كتير على طرفي نقيض كل منهم كنت بشعر انه يجتذب جزء مني حتى كدت أتمزق تماما.

مش عايزة أطول لكن الوصول بالنهاية لفكرة الرد رد البناء اللغوي أو ما يسميها جمال بالوحدات الخطابية لسياقها فكرة خلتني أحسن والتأكيد عليها من جمال وأفكار دكتور محمد ودكتور أكمل حقيقي كان مطمئن لوهلة لأنه الفكرة في ذاتها وعلى مستوى التطبيق المباشر بيقول لي انه مافيش ذنب.

يعني مابقاش فيه خناقة على ضرورة تحكيم الواقع ليه من جانب، ومن جانب تاني أنا بتعامل بشكل أخلاقي مع الأزمة اللي بتناولها، فأنا مش بلقي بمجمل اللي عندي رأي فيه جانبا، وأبرم ضهري وأمشي. إنما أنا قادرة أشتبك معاه وأقول دا مكانه هنا … الفكرة تبدو لوهلة رومانسية لأنه لها شبيه خاصة في التجربة السلفية المعاصرة بخلاف جزئية جبر الواقع عليه، وعدم اعتماد منهجية يمكن تثبيتها وتحكيم الواقع عليها ودا موضوع آخر، لكن مهمة جدًا وبتخليني أسأل عن مدى ملاءمتها، وعن الخطر فيها؟ وعن مدى تطبيقها مع الأنماط الخطابية المتنوعة في النص القرآني وعن الفكر الحر وفعل التفكير، على بالي أفكار كتير لكن مش دا الهدف حالًا، أنا بس بنقل سعادتي بمعرفة كل الناس الجميلة خلال الفترة دي وقد إيه الدورة والتعاطي خلالها حسسني إني أحسن وإني مش لوحدي.

مايو 2023