في الخصام التفرقة وفي المحبة الوحدة .. بقلم: أبانوب خلّاف

بقلم: أبانوب خلاف

d8a3d8a8d8a7d986d988d8a8-d8aed984d8a7d981 في الخصام التفرقة وفي المحبة الوحدة .. بقلم: أبانوب خلّاف

كنا قد عبرنا في المقال المعنون بـ”في ضيافة الآخر – ليفيناس ومسألة الآخرية” بالعزلة والموت والآخر. ومن قبله رأينا جحيم الآخر لدى سارتر. وكتبنا أيضًا عن الموت والآخر لدى هايدغر. وكان قد سبقه الموت المحدق في كل عين. نحن الآن نقدم منقذًا يحمل في باطنه خطورة ما.

من هو هذا الآخر المطلق المقابل لي؟ يتساءل ليفيناس: “هل يوجد حالة تظهر فيها الآخرية في خالصيتها؟ أعتقد أن الضد التضادي على الإطلاق، الذي لا يمكن لتضاديته أن تتأثر بشيء عبر العلاقة التي يمكن أن تكون بينه وبين مقابله بل تسمح للحدِّ بالبقاء آخرًا على الإطلاق — هذا الضد هو الأنثوي”2.

يفتش ليفيناس عن آخرٍ خالص، يحمل المعنى الكامل للآخرية. وهو يذهب هنا لماهية الجنس المقابل: ماهية الرجل مقابل ماهية المرأة. هذا التناقض يظهر الآخرية في صورتها الخالصة؛ حيث يكون الرجل آخر المرأة: جنس في مقابل جنس آخر. يبتعد ليفيناس هنا عن أي مفهوم لوحدة الوجود، وعن أي طرح يعرض الحب كاندماج، حيث أن الحب في نظره “يقوم في ثنائية لا يمكن دمجها”3. إن الآخرية هنا (في مفهومها الذي يضع الأنا في مقابل الآخر) تجد كمالها في الحركة الماهوية المعاكسة.

أردنا أن نبدأ بالتضاد التام في فعل الحب، كي نرفضه، في آخر الأمر، تمامًا. إننا الآن أمام آخر تامّ، خالص. لكننا نتساءل أيضًا: لِمَ لا ينصهر الآخر الخالص في آخره يا ليفيناس؟

images-15 في الخصام التفرقة وفي المحبة الوحدة .. بقلم: أبانوب خلّاف
فويرباخ

ومن هنا نمرّ بـ”فويرباخ”. يؤسس فويرباخ وحدة وجود نابعة من الحب. حيث يكون الحب أصل كل شيء، وبالتالي، من يجد الحب يجد الأرضية التي خرجت منها الأشياء جميعًا. إن الحب نار، كما يقول، “يلتهم، يضحي، يحرق؛ الحب نار. إنه غضب على ذلك الذي يتواجد بشكل مفرد وأناني.4” إنه شعوذة أيضًا تحرق المنطق غير الجامع للأضداد؛ لأنه “مَن ذا الذي يمكن أن يُقيِّد الحب بقانون؟! الحب قانونُ نفسه”5.

وأنا هنا أتكلم عن مفهومٍ ميتافيزيقيّ، ولا أبشّرُ أبدًا بوحدة وجودٍ كونيّة، حيث يصير الكلُّ واحدًا، بل بوحدة وجود «خاصّة»؛ ليست علاقة مع الألوهة، بل علاقة مع آخر، مع «آخري» الخاص، حيث يصيرُ الاثنانِ جسدًا واحدًا. لذا نقول الآن «شبه فويرباخيّة» لأننا إنْ سرنا على الطريق الفويرباخيّ نصل إلى ألوهةٍ ما، وهو ما لا نريده «الآن»؛ “لأن الحب يذهب حتى إلى حيث الله لا يقطن”6.

إن من يحب، بالنسبة لفويرباخ، يجد الأرضية ما فوق الحسية، يجد اللاشيء، الذي هو في ذاته كل شيء: “فالحب غير قابل للمقارنة بالكامل، لأنه أعمق من كل شيء. إنه كل الأشياء بوصفه لاشيء، لأنه غير قابل للتخيل”7

كنا قد بدأنا بالآخر الخالص، المتمثل في ماهية المرأة. ونحن الآن أمام مفهوم ميتافيزيقي يحرق الأضداد، يبددها، لكنه، في القوْل الفويرباخيّ، يحرقها ساعيًا لوحدة كاملة. هل يمكننا أن نبعد وحدة الوجود الكلية في صالح وحدة وجود خاصة تجمع اثنان فقط؟ من هنا ننتقل إلى لوحات شاجال ومونش تحت تأثير الحب الفويرباخي المذيب لتناقضات ليفيناس.

image_itblbtrbmn0hjcp في الخصام التفرقة وفي المحبة الوحدة .. بقلم: أبانوب خلّاف
the-kiss في الخصام التفرقة وفي المحبة الوحدة .. بقلم: أبانوب خلّاف
The kiss

وفي اللوحة الشهيرة “The kiss” نجد الانصهار أشد وضوحًا، حيث تختفي الوجوه فيها، الوجوه التي كنّا قد ناقشناها سابقًا وقلنا عنها أن الحياة الحديثة تسحبها من كثرة الديون، تصير هنا ذائبة، لكن بفعل نار الحب. النار تحرق لتذيبهما في بعض بفعل معجزة. الانصهار والذوبان يعبّران عن الحب؛ فهو نوع من أنواع وحدة الوجود، لا يتوافق أبدًا مع منطق أرسطيّ لا يجمع الشيء بنقيضه، إنما هو يقربهما حتى الالتحام. أنت، في الحب، تقدم كل شيء، تذوب في الآخَر الخالص وتحترق كل الفواصل بينكما. وهو ما جاء في إنجيل مرقس: “فيَصيرُ الاثنانِ جسَدًا واحدًا. فلا يكونانِ اَثنَينِ، بل جَسدٌ واحدٌ.” في القبلة ينصهر وجه المرأة في الرجل، حتى لا تكاد تفرّق بينهما. إنه الحب شبه الفويرباخي، ذاك الذي يحرق ويعِدُ بالمستحيل. 

الحب، كما نراه عند ابن عربي أيضًا، يجمع الأضدّاد؛ حيث يكون الحب هو المحرّك الأساسي للعلاقة التكاملية بين الوجود والعدم، الوجود الناقص والوجود الكامل: “فحركته من العدم إلى الوجود حركة حب الموجِد لذلك: ولأن العالم أيضًا يحب شهود نفسه وجودًا كما شهدها ثبوتًا، فكانت بكل وجه حركته من العدم الثبوتي إلى الوجود حركة حبٍّ من جانب الحق وجانبه. فكمل الوجود فكانت حركة العالم حبيَّة للكمال فافهم”8.

the-promenade-1918.jpglarge في الخصام التفرقة وفي المحبة الوحدة .. بقلم: أبانوب خلّاف
The promenade

نجد أيضًا في لوحات شاجال، بشكل مستمر، افتقادًا للجاذبية، حيث يختفي أي مركز للثقل في وجود الحب. في لوحة “Over the town” يحلّق الرجل محتضنًا امرأته فوق مدينة من الأحلام. الحب مفهوم ميتافيزيقي، لا تستطيع أن تمسكه بيدك، حيث يعلو المحب فوق المدن، كطائر حرّ لا يعرف ثقل الوجود. وهو أيضًا الذي نجده في لوحة “The promenade” إذ بمجرد أن يمسك الرجل امرأته حتى ترتفع عن الأرض، ترتفع بفعل سحر غريب يذيب كل الفواصل الوجودية والمادية التي تقف أمامه. 

يقول مالارميه:  “هكذا أغنية الحب، تطير على الشفاه، إن بدأتها فاطرد منها الواقع، لأنه منحط9” .


العالم يتفتّت، الأبدية تنهار، وأنت وحدك. قل لي: كيف تستمر في وجودٍ كهذا وحدك؟ ألا يجب عليك أن تُحلّقَ في هيامٍ عبر فُتَات العالم وبقاياه؟ في هذا الشأن سمعت قصة عن الرجل الذي سُرِقَ وجهه أولًا من قبل العالَم ثم “صار ظلًّا”، لكن كيف صار ظلًّا؟ ذلك ما لم يقله الشاعر، أو قاله وأنا الغافل. أفكر أنه في الليالي المظلمة لم يجد من يغني عليه كي ينعس، ولم يكن هناك من يلتف على جسده العليل ليلًا ليرويه، فأخذ يتحلل ويذبل حتى صار ظلًّا. تقول الأسطورة الماكرة أنه على كائن، أيًّا ما كان، أن يلمسه، فقط يلمسه، كي يعود جسدًا. لكن، من ذا الذي يستطيع أن يلمس جسده الوهميّ بعد أن تحلَّلَ؟ من ذا القادر على رؤيته في ذاته وأن يفكر ولو فكرة عابرة أن هذا الظل الذي أمامه كان جسدًا يومًا؟

لكن، وكأي شعوذة، وكأي نار، ثمة خطورة ما.

unnamed-2 في الخصام التفرقة وفي المحبة الوحدة .. بقلم: أبانوب خلّاف
daniel_purcell_composer_by_unknown_painter-1 في الخصام التفرقة وفي المحبة الوحدة .. بقلم: أبانوب خلّاف
Henry Purcell

وهو ما تتغنى به أوبرا Henry Purcell الحزينة Dido and Aeneas، حيث تشدو بمشاعر مثل الندم والخوف والخداع واليأس، إنها تدخلك في الحدث بطريقة عجيبة. ديدوني هي مؤسسة دولة قرطاجنة وزوجة سيكيو وأقسمت بعد موته ألا تتزوج، ولكنها وقعت في حب إينياس، وأسلمت نفسها له، ثم هجرها إلى إيطاليا، فتولاها اليأس وانتحرت. ذكرها دانتي في الأنشودة الخامسة من الجحيم ضمن الطائفة الثانية ممن ارتكبوا الخطيئة بسبب العاطفة. 

يأس يأتي بعد قرار خاطئ (ويحه، دوار الحرية. ويحه، خطر الحب): الظلام يغمرني! أين ضوئي؟ الموت هنا، أشعرُ به! الموت الآن ضيفي المرحَّب. اتركيني على صدرك قليلًا، أي صديقتي، ربما يذهب الألم قليلًا.. ربما! أيا لهيب الحب، هل تتركني؟ حسنًا، لا تتركني، لكن على الأقل لا تحمل ألمًا لأحد بعد موتي، ربما يُغفَر لي. سأذهب مع ضيفي الآن.. تذكروني، لكن بلا مصير! ليذهب مصيري إلى الجحيم معي.. تذكروني!

peter_tschaikowski-2 في الخصام التفرقة وفي المحبة الوحدة .. بقلم: أبانوب خلّاف
Tchaikovsky

وهو ما جاء به تشايكوفسكي أيضًا في مقطوعته البديعة Francesca da Rimini: فرانتشيسكا دي رميني، وباولو مالاتستا، حصلت لهما مأساة على ساحل الأدرياتيك في ريميني حوالي ١٢٨٥. وحدث أن اعتقدت فرانتشيسكا أنها ستتزوج باولو، لكنها زُفَّت إلى أخيه القبيح بفعل الصدفة ربما. لكن العلاقة بينهما لم تَمُت واستمرت. وفي ليلة أخذا يقرآن قصة فرنسية من قصص المائدة المستديرة في العصور الوسطى، وعندما وصلا إلى القبلة بين العشيقين القديمين، تأثرا بالموقف وقبّلا بعضهما البعض. واستمرت العلاقة بينهما حتى اكتشف زوجها، فاجأهما في عزلتهما، فأسرع باولو في الفرار لكن ثوبه علق في الباب، فاندفع جانتشوتو لضربه بالسيف، فأسرعت فرانتشيسكا لحمايته، فاخترق السيف بطنها ونفذ إلى ظهر باولو، فماتا معاً. وكانا في جحيم دانتي في غير تفريقٍ، يحلّقان معًا “كحمامتين دعاهما الهيام، كريشة في مهبّ الريح”. في الجحيم، وعندما كانت تشير فرانتشيسكا إلى باولو، كانت تقول: “هذا”. لا تقول اسمه؛ لأن من يعرفها يعرفه. كان دانتي في استماعه لها في الجحيم -في ظل بكاء باولو الصامت- أن امتلأت عيناه بالدموع حتى فقد الوعي كجثة لا حراك بها.

وهنا تأتي موسيقى تشايكوفسكي كعاصفة حادّة ممتلئة بالأنين. تجد أيضًا انزلاقًا في الموسيقى أشبه بالانزلاق في الحب، وسط عاصفة المأساة التي تعلو رويدًا رويدًا. هكذا تكون: عاصفة مأساوية تجرُّ العاشقين إلى الحب غير المبال بالظروف، الحب الذي يكون فيه الجسدان جسدًا واحدًا؛ فيحدث انزلاقًا منحدرًا إلى قاعَي الموت والجحيم، ثم يبدأ هدوءًا أشبه بذكرٍ حزين، ويعلو في بطء. وأنا أعتقد أن تشايكوفسكي أطلق على المقطوعة “Francesca da Rimini” ولم يذكر باولو لأن من يعرفها يعرفه، يذكرها كأنه يذكره، لا فارق هنا.

  1. اقتبسنا العنوان هنا من فلسفة أمبادوقليسية قديمة:
    في الخصام التَّفرقة وفي المحبَّة الوحدة: إنها فلسفة قديمة تعود لـ”أمبادوقليس” (حوالي 495 ق.م 435 ق.م). اشتهر بالفلسفة والطب والشعر والخطابة، وقال أرسطو: إنه منشئ علم البيان. أشبه فيثاغورس في كثير من النواحي، وكان قوي العاطفة الدينية حتى ادِّعاء النُّبوَّة، وكانت الناس تأتي إليه ليهديهم الطريق الحق، وليكشف لهم الغيب، وشاع عنه الكثير من الأساطير. قال الحكيم أن الأشياء مكوَّنة من عناصر أربعة؛ الماء والهواء والنار والتراب. لكن المادة عند أمبادوقليس ميِّتة تمامًا وبلا حياة لهذا افترض أن هناك قوى تُحرِّكها من الخارج، ولمَّا كان الأمر في المادة هو الخلط والتفكُّك فافترض أن القوة المحرِّكة هي أيضًا متناقضة فقال بقوَّتين؛ الحب والكراهية. في البدء كانت كرى مُجمَّعة بالعناصر كلها، وهنا تسيطر المحبة، فتدخَّلت قوى الكراهية ففرَّقت العناصر؛ وهذا حال العالم الآن، عالم تسوده الكراهية.
    عن أمبادوقليس راجع: تاريخ الفلسفة اليونانية ليوسف كرم،  تاريخ الفلسفة اليونانية لولتر ستيس ترجمة مجاهد عبد المنعم مجاهد.
    ↩︎
  2. إيمانويل ليفيناس: “الزمان والآخر”، ترجمة: جلال بدلة، معابر للنشر والتوزيع، سوريا – دمشق، الطبعة الأولى: دمشق ٢٠١٤، ص: ٩٥. ↩︎
  3. نفسه، ص: ٩٦ ↩︎
  4. لودفيغ فويَرباخ: “أفكار حول الموت والأزلية”، ترجمة: د. نبيل فياض، الرّافدين، الطبعة الأولى: بيروت – لبنان، ٢٠١٧، ص: ٧٣. ↩︎
  5. بوئثيوس: “عزاء الفلسفة”، ترجمة: عادل مصطفى، مؤسسة هنداوي، ص: ١٤٨. وقد قالها في قصيدة بديعة عن أورفيوس. أورفيوس الذي كانت لأغانيه سحر يبعث السرور في الحيوانات المفترسة، ويدفع الأشجار والأحجار إلى متابعته، ويحتم على الأسماك أن تترك مياهها، وعلى الطيور أن تتجمع حول رأسه. فاز بأناشيده بيد الحورية يوريديكي، لكن سرعان ما أحبها الراعي أريستيوس، وفي أثناء هروبها منه مست ثعبانًا بقدمها فلدغها وماتت. أحبها أورفيوس حد الموت، فنزل إلى العالم السفلي يترجّى بلوتو وبيرسفوني لأجل أخذها إلى العالم العلوي، كان يعزف حتى أنسى المعذبين آلامهم، فلبّى حكام الجحيم طلبه على شرط ألا ينظر خلفه حتى يخرج. فما كادا يصلان إلى المخرج حتى نظر أورفيوس خلفه مدفوعًا بحبه الزائد وشوقه لها ليراها تتبعه أم لا، فاختفت في هذه اللحظة. ويمكننا تصوّر ندمه وحزنه بعد ذلك. (لمعرفة المزيد راجع معجم الأساطير اليونانية والرومانية، أمين سلامة، الطبعة الثانية، ص: ٨٠ عن أورفيوس، ص: ٣٥٨/٣٥٩ عن يوريديكي). يكتب بوئثيوس: 
    “قديمًا عندما شرع أورفيوس يندب زوجته التي غيَّبها الموت
    انسابت أنغامه الشجية فتحركت لها الأشجار لتتبعه،
    وتوقَّف مجرى الأنهار عنده،
    وجعلت الأيائل تُرافق الأسود الضواري دون وَجَل،
    والأرنب ينظر مطمئنًّا إلى كلب الصيد
    المُخدَّر الآن بصوت الموسيقى،
    ولكنه وقد أذابت قلبه لوعة الفراق،
    والتَعَجَت في أحشائه نيران الأسى،
    فإن نشيده الذي أخضع لسلطانه كلَّ شيء
    لم يَشفِ غُلَّة مُنشده نفسه!
    فشكا قسوةَ الآلهة في الأعالي،
    ودنا إلى العالم السفلي للموتى،
    هناك جعل يضرب على أنغامٍ ناعمةٍ مهدِّئة،
    ويُرتل أناشيد استقاها قديمًا من نبع أمه الأصيل،
    لقد منحه حزنه الجارف قوةً،
    وضاعف حُبُّه من قوةِ حزنه؛
    فحرك بكاؤه أعماق الجحيم
    وتضرَّع إلى سَدَنة العالم السفلي أن ترحمه.
    وقف كيربيروس (*) الحاجب ذو الرءوس الثلاثة
    مشدوهًا مأسورًا بسحر النغم،
    أما آلهة الانتقام
    التي تُلقي الرعب في قلوب المذنبين،
    فقد فاضت أعينها من الدمع،
    وتوقَّفت عجلة إكسيون (**)،
    ونَسِي تانتالوس (***) عطشه وازدرَى الماء الجاري،
    وانشغَلَ النسرُ بالأنغام،
    فكَفَّ برهةً عن نهش قلب تيتيوس(****)،
    وأخيرًا صاح بلوتو ملك العالم السفلي بصوتٍ متهدِّج:
    «لقد استسلمنا … خُذ معك زوجتك فقد فديتَها بأغنيتك،
    ولكنَّ نعمتنا مشروطةٌ بشرطٍ واحد:
    ألَّا تنظر وراءك إليها 
    حتى تُغادر هذه الدور المظلمة.»
    ولكن … مَن ذا الذي يمكن أن يُقيِّد الحب بقانون؟!
    الحب قانونُ نفسه.
    وا أسفاه، فما كاد يبلغ أورفيوس تخوم عالم الظلام
    حتى التفت وراءه ونظر إلى يوريدبكي،
    فخسرها وخسر نفسه.”
    *- كيريبيوس كلب ذو رءوس ثلاثة وحارس بوابة العالم السفلي. 
    **- عوقب إكسيون على جرائمه بربطه بعجلة دوّارة للأبد.
    ***- عوقب تانتالوس على جرائمه بأن يكون في جوع وعطشٍ دائمين رغم أنه محاط بالثمار والماء الجاري.
    ****- عوقب تيتيوس العملاق على جرائمه بأن قُيِّد إلى الأرض وتظل النسور تلتهم أحشاءه”.
    ↩︎
  6. لودفيغ فويَرباخ: “أفكار حول الموت والأزلية”، ص: ٩٣. ↩︎
  7. نفسه، ص: ٩٤. ↩︎
  8. ابن عربي: فصوص الحكم، شرح الشيخ عبد الرازق القاشاني،   ط ١ القاهرة – دار آفاق للنشر والتوزيع – ٢٠١٦، فص حكمة علوية في كلمة موسوية، ص: ٢٠٣ – ٢٠٤. ↩︎
  9. عادل مصطفى: “ثورة الشعر الحديث من بودلير إلى العصر الحاضر، الجزء الأول”، مؤسسة هنداوي، ص: ١٨٥.
    ↩︎
  10. لودفيغ فويَرباخ: “أفكار حول الموت والأزلية، ص: ٩١. ↩︎

انضم مع 3 مشتركين

لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل

salontafker@gmail.com

شارك المحتوى


اكتشاف المزيد من تفكير

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

ندوات