قصة سليسلة وخنيفسة … بقلم: سماء معاوية هيكل

بقلم: سماء معاوية هيكل

screenshot-2024-07-24-at-13.28.00 قصة سليسلة وخنيفسة ... بقلم: سماء معاوية هيكل

كان يا ما كان يا سادة يا كرام ولا يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام.

كان فيه بنت حلوة، زي القمر اسمها سليسلة، ماتت مامتها وسابتها لوحدها في حضن الأيام، باباها اتجوز وبقى عندها أخت من مرات أبوها، اسمها خنيفسة. مرات أبوها دايما كانت تحسدها على جمالها وأدبها وتتمنى لو كانت خنيفسة بنتها في جمالها. فكانت تدلع في خنيفسة وتقطم في سليسلة، تريح خنيفسة وتجبر سليسلة تشتغل وتخدم وتطبخ وتخبز بالساعات.

ما خدتش سليسلة من مامتها إلا حاجة بسيطة من ريحتها، ديك سابتهولها مامتها، يآنسها، تحكي له، وتشكي له، وفي يوم جت مرات أبوها ودبحت الديك، حزنت سليسلة على الديك وقعدت تبكي، لحد ما حد قال لها، لو أخدتي عضمه تحت الماجور هتلاقي معجزة، وفعلًا راحت سليسلة وحطت اللي تبقى من عضم الديك تحت الماجور، وبقدرة قادر تحول لقط جميل يونسها ويذكرها بمامتها، ويواسيها على قدرها وحياتها القاسية.

طول الوقت كانت مرات أبوها تخطط إزاي تقلل منها، وتقل من جمالها، في مرة ودتها تملا الميه من مكان بعيد. راحت سليسلة ومعاها زلعة الميه، وفي طريقها كانت تبتسم للي رايح والجي. فجأة سمعت صوت حواليها. ياترى إيه، لاقت غراب، قالها الغراب: ممكن تسقيني؟ قالت: بس كدا عنيا وسقت الغراب، قالها الغراب: “يجعل سماري في عنيكي ولا يجعلوش في خديكي”.

مشيت كمان شوية شافتها الوردة قالت لها الوردة: يا سليسلة ممكن تسقيني؟. بقت توطي سليسلة وبشويش تسقيها المية. قالت لها الوردة: “يجعل حماري في خديكي ولا يجعلوش في عنيكي”.

ملات سليسلة زلعة المية، وفي طريق رجوعها قابلت النخلة، بصت لها النخلة وقالت لها: أنا عطشانة، ممكن ترويني؟ اتبسمت لها، وروتها . قالت لها النخلة: “يجعل طولي في شعريكي ولا يجعلوش في رجليكي”.

رجعت سليسلة البيت وهي أجمل بنت في البلد، شعرها طويل، خدها جميل، وعيونها حلوة. تفاجأت مرات أبوها من اللي بيحصل وقررت تبعت خنيفسة نفس المشوار لعل يصيبها من اللي صاب سليسلة.

وفي الطريق قابلت خنيفسة الغراب. قال لها الغراب: اسقيني، قالت له: غور من هنا. رد الغراب: “يجعل سماري في خديكي ولا يجعلوش في عنيكي”.

عدت على النخلة قالت لها: أرجوكي تسقيني، قالت لها لا. قالت لها النخلة: “يجعل طولي في رجليكي ولا يجعلوش في شعريكي”.

قابلت الوردة ، قالت لها الوردة، ممكن تسقيني مية؟ردت خنيفسة، مش هاسقيكي، قالت الوردة: “يجعل حماري في عنيكي ولا يجعلوش في خديكي”.

ورجعت خنيفسة لأمها رجليها طويلة ووحشة، وشها اسود، وعيونها حمرا، غضبت مامتها وقعدت مامتها حزينة ومنهارة ومش عارفة تعمل ايه.

قعدت تفكر وقالت بس، هي أمنا الغولة، وهنا قررت تبعت سليسلة لأمنا الغولة دي ست شريرة ما بتحبش الصغار ولا تضحك للأغراب.

وقالت لسليسلة: روحي يا سيلسلة لأمنا الغولة هاتي منها المنخول. سليسلة قالت حاضر. وهي في الطريق ماشية تبتسم للي رايح والجي، قابلت بياع السمسم، قال لها: يا سليسلة خدي شوية سمسم. قالت له: مش معايا حاجة أشتري بيها.. قال لها: خديهم مني هدية، خدتهم سليسلة وكملت طريقها لامنا الغولة.

وصلت سليسلة لبيت امنا الغولة، بيت بعيد مهجور، وخبطت على الباب.

مين اللي بيخبط يا خلق الله؟

قالت سليسلة: أنا يا خالة، عايزة المنخول.

قالتلها الغولة: تعالي ادخلي، نضفي الدار واعملي لي أكل.

شافتها سليسلة مش نضيفة وفكرت وقالت لها: ايه رأيك أحميكي؟ تفاجئت أمنا الغولة من سليسلة ووافقت. بقت سليسلة تنضفها براحة وتغسل شعرها، ولكن بتلاقي قمل كتير، وعشان سليسلة ذكية قعدت تفليها، بقت وهي بتفرق شعرها كل ما تلاقي قملة، تطلع حبة سمسم وتاكل حبة السمسم، وتقول لها: الله قملك حلو يا ست الغولة، وتغني لها:

يا شعر أمنا الغولة ريحتك عود وعنبر

يا قمل أمنا الغولة طعمك زي السكر

فرحت أمنا الغولة بسليسلة ومعاملتها ليها وقالت لها: إنتي جزاتك تنزلي البير. نزلت سليسلة البير، وأمنا الغولة أمرت البير: يا بير يا بير افتح يا بير، يا بير يا بير لبسها من الذهب كتير، يا بير يا بير زينها بالماس والحرير، يا بير يا بير دي بنت طيبة وتستاهل كتير.

رجعت سليسلة لمرات أبوها قمر وجميلة، خدودها حمر، شعرها طويل، لابسة دهب وفستان حرير.

دا بقى هايجنن مرات أبوها، كل ما توديها مكان تزداد جمال، فقررت تبعت خنيفسة نفس المشوار لأمنا الغولة. يلا يا خنيفسة روحي ودي المنخول لأمنا الغولة.

قالت خنيفسة: يوه مافيش غير خنيفسة، كل حاجة خنيفسة خنيفسة. وخنيفسة ماشية في طريقها قابلت بياع السمسم قال لها: خدي السمسم هدية. قالت له: دا سمسم مقرف مش عايزة حاجة منك. ووصلت خنيفسة بيت أمنا الغولة. تخبط الباب. مين اللي بيخبط يا خلق الله؟

قالت خنيفسة: أنا يا خالة جاية لك بالمنخول.

قالت الغولة: تعالي أدخلي نضفي الدار واعملي لي أكل.

دخلت خنيفسة البيت وقالت: اف إيه القرف دا، ايه الريحة دي، وايه المكان دا. قالت لها أمنا الغولة: حميني وسرحي لي شعري. بقت خنيفسة تتعامل معاها بقرف، وتغسل شعرها تلاقي قمل كتير تقول: اوف ايه دا يا غولا، قملك وحش يا غولة، شعرك وحش يا غولة. قالت لها: الغولة انزلي البير.

نزلت خنيفسة البير، وأمنا الغولة أمرت البير: يا بير يا بير املاها من الحيات كتير، يا بير يا بير املاها من الحشرات كتير.

رجعت خنيفسة لمامتها شكلها وحش، وشها أسود، طويلة أوي، وشعرها وحش، وهدومها وحشة، ومليانة حشرات.

مرت الأيام وجه ابن السلطان عايز يلاقي بنت الحلال، وطبعا كل البلد دلوه على سليسلة ماحدش ينافسها في جمالها وأدبها وأخلاقها. وفي يوم العرس اتحضرت سليسلة للفرح واتزينت وكانت رايحة تركب الجمل عشان تروح لعريسها. راحت مرات أبوها خدتها وحبستها في أوضة الفرن. وخلت خنيفسة تركب مكانها، مين شافها؟ فاكرين القط صديق ورفيق سليسلة وذكراها الوحيدة من مامتها؟ شافها القط وهي بتاخد خنيفسة وتركبها على الجمل بدل عن سليسلة. والموكب ماشي وبيتحرك لبيت السلطان.

بدأ القط ينونو وينونو يلفت انتباه ابن السلطان، وفجأة ينطق القط ويقول: “خنيفسة راكبة المحمي وسليسلة قاعدة تحمي” ويكرر ” خنيفسة راكبة المحمي وسليسلة قاعدة تحمي”. لحد ما خد باله الأمير، وأمر الموكب يقف، وفورًا رجع البيت، عشان يلاقي سليسلة قاعدة في أوضة الفرن بجمالها وزينتها في انتظاره. اتجوزها الأمير وعاشوا في تبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات. وتوتة توتة خلصت الحدوتة، ولولا الطاقية مهرية كنا جبنالكو شوية شعرية.

انضم مع 3 مشتركين

لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل

salontafker@gmail.com

شارك المحتوى


اكتشاف المزيد من تفكير

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

ندوات