مؤمنون بلا حدود يفكرون في فكر عبد الجواد ياسين

كتبت  

نتاشا العبادي

240772157_10223700779399743_5523059789707789465_n مؤمنون بلا حدود يفكرون في فكر عبد الجواد ياسين

قدمت مؤسسة مؤمنون بلا حدود يوم السبت السابع من سبتمبر 2024 الساعة الثامنة مساءا ندوة فكرية تكريمية للمفكر المستشار عبد الجواد ياسين بعنوان مسيرة المستشار عبد الجواد ياسين الفكرية، يدير الندوة الدكتور حسام الدين درويش.

يشارك في الندوة :- 

– دكتور صابر السويسي أستاذ مساعد بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة صفاقس – تونس .

 – دكتورة عفراء الجلبي كاتبة كندية سورية، وأستاذ مساعد في قسم الثقافات والأديان في جامعة كونكورديا في مونتريال،  واشتهرت بإمامة الصلاة وصلاة التراويح وقدمت خطبة العيد بتورنتو في كندا. 

whatsapp-image-2024-08-27-at-06.04.22 مؤمنون بلا حدود يفكرون في فكر عبد الجواد ياسين

– الباحث جمال عمر مصري، يعيش في نيويورك، وعمل على فكر الكاتب الراحل نصر حامد أبو زيد وله عدة مؤلفات: أنا نصر أبو زيد، هكذا تكلم نصر أبو زيد، مهاجر غير شرعي. 

– دكتور عبد الباسط هيكل باحث وأكاديمي مصري، متخصص في بنية الخطاب الديني، ويعمل أستاذ العلوم العربية وآدابها بجامعة الأزهر.

بدأت الندوة 

بكلمة الدكتورة ميادة كيالي 

بتعريف من هو المفكر عبد الجواد ياسين ثم تطرقت إلى التعريف بمشروع المفكر عبد الجواد ياسين الذي يهتم بالروح الإنساني في مواجهة النزعات المادية والقمعية، ومسألة الله والحرية وهما قضيتان محوريتين في الفكر الإنساني، وأن الإحتكار المزدوج من قبل الميتافيزيقا واللاهوت الرسمي المؤسس يعجز عن تقديم إجابات شافية، وأن  الدين المطلق يتعاطف مع الإنسان في حين منظومة التدين الاجتماعي غالبا تخاصم الحرية والعقل. 

ثم بدأ المشاركون في الندوة بالتحدث عن مشروع المستشار عبد الجواد ياسين من مداخل مختلفة كالتالي :- 

دكتور صابر السويسي 

كانت مداخلته بعنوان تاريخية المفاهيم في كتابات المفكر عبد الجواد ياسين، و تكلم دكتور صابر السويسي حول محورين :- 

الأول : الدافع لاختيار تاريخية المفاهيم: 

فيقول دكتور صابر السويسي أن حضور مجموعة المفاهيم التي تتصدر كتابات المفكر عبد الجواد ياسين مثل (السلطة، الدين، التدين) ، بالإضافة لمفاهيم فرعية أخرى مثل ( النص، التشريع، الإجتماع)، كلها مفاهيم مؤهلة للدخول في فهم مشروع عبد الجواد ياسين الفكري، ودعوة لتصحيح المفاهيم و زوايا تناولها. 

whatsapp-image-2024-08-28-at-11.57.59-1 مؤمنون بلا حدود يفكرون في فكر عبد الجواد ياسين

الثاني : المفهوم والنسق وسلطة التاريخ في ضبط دلالة المفاهيم:

 ينبه المفكر عبد الجواد ياسين  لقيمة الأنساق الفكرية والمعرفية لتحديد دلالات المفاهيم و زوايا النظر إليها. ويضرب الدكتور صابر السويسي مثلا في مفهوم الدين بين من يعرفه من داخل الاعتقاد الديني أو الدائرة الدينية وبين من يخضعه لمنطق التفكير الوضعي وكلاهما يمثل نسقا معرفيا وفكريا مختلف، الأول يفصل الدين عن دائرة الاجتماع وينزله منزلة المطلق المتعالي المفارق، في حين يحكم الثاني وصله بالبشرى دور الاجتماع في صناعته وتشكيله، ة أن كتابات عبد الجواد ياسين تدل على وعي عميق لقمة اختلاف الأنساق المعرفية في ضبط مفاهيم ومجالات تداولها. و هذا ما يفسر أهمية ضبط المفاهيم ووصلها بالاجتماع والتاريخ مما يتيح لنا امكانية فهمها وتبين شروط اشتغالها وتحديد الوظائف التي أدتها ثم ضبط حدودها وسياقاتها فنستطيع تقييمها ونقدها. 

والتاريخ دلالاته في التدخل لبعض المصطلحات أما بتضييق دائرتها أو توسيعها، مثال / الإلزام حيث يتسع  والإباحة حيث تضيق، والمسألة السياسية حيث يتكلمون بأسم الدين بما يتماشى مع ايديولوجية الحكام وسياساتهم فنحن نتعامل مع أوصياء، والنتيجة تعطيل العقل وتقييد الحرية ويصبح بمرور الزمن مقدس وننسي طابعه البشري.

وفي نهاية حديث دكتور صابر السويسي يوجه سؤال للمفكر عبد الجواد ياسين عن ما هي الاستنتاجات التي نخلص إليها أي ما البديل الذي يمكن أن نقدمه؟  لأن المفكر عبد الجواد ياسين لم يكتب خاتمة لأي كتاب من كتبه. 

مداخلة الدكتورة عفراء الجلبي 

حول مفهوم جادمير في إعادة تأهيل التراث و السلطة كمدخل لفهم مشروع المفكر عبد الجواد ياسين الذي يسعى إلى توفير أدوات نقدية تسهم في فهم التراث الإسلامي، مما يساعد في إدراك الجذور التاريخية لقضايا المعاصرة. يُعتبر هذا المشروع ذا أهمية خاصة في اللحظة التاريخية الحالية، حيث يُعيد فتح حوار مع التراث ويعزز مفهوم إعادة تأهيله.

وتتمثل إحدى مساهمات ياسين في إعادة النظر في العلاقة بين التراث والسلطة، مما يساهم في تقريب هذا المشروع من الأفكار التي قدمها هانز. من خلال هذا الحوار النقدي، يمكن استكشاف سبل جديدة لفهم التراث الإسلامي وتأثيره على القضايا المعاصرة، مما يعزز الفهم العميق للتراث وأهميته في السياقات الحديثة و ما يقدمه المفكر عبد الجواد ياسين ليس قطيعة مع التراث الإسلامي ولا تقديسًا له، بل هو حالة حوارية تعيد تنظيم أبعاد النقد والفهم. 

whatsapp-image-2024-08-29-at-04.41.14 مؤمنون بلا حدود يفكرون في فكر عبد الجواد ياسين

يسعى ياسين إلى تحقيق توازن بين قراءة النصوص الدينية وتحليلها بطريقة نقدية دون إلغاء أو استبعاد الأحاديث أو النصوص القرآنية.مشروع عبد الجواز يسيد يعدني لمشروع جارد مير الذي دعا لموقف متميز في إعادة الحوار مع التراث والسلطة والذي اتخذ موقفا بين الحداثة التي عملت قطيعة مع التراث وما بينها بعد الحداثة والذي رفض أي ثبات القيم مطلقة وتشبث لمفهوم النسبية في القيم كما فعل ياسين في إعادة مفاهيم تم فقدها أو إهمالها ، كلا المفكرين عبد الجواد ياسين وجارد مير استخدموا مفاهيم جديدة للتعامل مع الواقع المعاصر.

عبد الجواد ياسين اعتمد على مفهوم الرحمة، الذي يسعى إلى إعادة فهم العلاقة بين الإنسان والدين والمجتمع من خلال قيم إنسانية وأخلاقية تتجاوز الحدود التقليدية، مما يعزز فكرة التفاعل الإيجابي مع التراث الإسلامي.

من جهة أخرى، جادمير استخدم مفهوم السقراطية والحكمة العملية، حيث يركز على الفهم النقدي والعملي للتقاليد الفكرية، مما يساعد في تطوير استجابات مرنة لتحديات العصر.

كلا المفهومين يعكسان رؤية تسعى إلى تحديث الفكر الإسلامي وتعزيز الحوار بين التراث والحداثة، مما يسهم في تحقيق فهم أعمق للواقع المعاصر. 

لقد قدم المستشار عبد الجواد ياسين مثالاً عن التضيقات الفقهية مثل سورة التوبة رغم أنه لا يوجد فيها كلمة سيف والتي أشار لها فإذا قمنا إسقاطات تاريخية تبقى لما نسميه حالياً أحكام الطوارئ أو تدابير بعد النزاعات وتكون بعد مئة يوم بعد سقوط أي نظام سياسي، هنا بسبب مشروع الفتوحات العسكرية التي قامت المؤسسة الفقهية بتحويل حالة الطوارئ إلى حالة  دائمة وحولت آيات التوبة لتكليف مفتوح وفتحت باب الجهاد على مصرعه وخلقت قطيعة مع الذات والآخر تحت مسميات دار الحرب ودار الإيمان وكأن الحرب هو الحالة الأساسية في الإسلام، والسلام هي الحالة الاستثنائية.

ويناقش المستشار عبد الجواد ياسين كيف أن هذا يقلب مفاهيم القرآن ويدفع نحو فكر أخلاقي لا يقبل المساواة والإكراه في الدين على الآخر، يوضح عبد الجواد ياسين كيف أن الفكر التقليدي، الذي يسميه  بالسلفية، قام بنسخ أو تهميش العديد من المفاهيم الأخلاقية الأساسية في القرآن، خاصة فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الآخر. يشير ياسين إلى أن هذه التيارات تركز على تفسيرات صارمة وضيقة للنصوص، مما يؤدي إلى تعزيز ثقافة التمييز والعنف بدلًا من التسامح والتفاهم.

يستعرض ياسين كيف أن السلفية، من خلال اعتمادها على تفسيرات جامدة للنصوص، أضعفت القيم الأخلاقية مثل الرحمة والعدل والمساواة، مما جعل من الصعب إقامة علاقات إيجابية مع غير المسلمين أو المختلفين في العقيدة.

عبر هذا التحليل، يدعو ياسين إلى ضرورة العودة إلى النصوص القرآنية وفهمها بشكل أكثر شمولية ومرونة، مما يساعد على تعزيز قيم التعايش والسلم الاجتماعي. هذا يساهم في بناء مجتمع أكثر تسامحًا وتقبلًا للاختلافات، بعيدًا عن الفهم الضيق الذي قد يؤدي إلى النزاعات. 

في سورة المجادلة، رغم أن الآية قد تبدو ظرفية، يمكن استنتاج معاني أعمق تتعلق بنقد السلوكيات الذكورية. من خلال تأويل هذه الآية، يمكن للمرء إعادة النظر في معانيها وتفسيرها بطرق تسهم في تعزيز دور المرأة في المجتمع.

هذا التأويل يتيح للمرأة فرصة إنتاج المعرفة ورفع الصوت ضد الظلم أو السلوكيات غير العادلة التي قد تتعرض لها. من خلال هذه القراءة النقدية، يمكن تمكين النساء من المشاركة في عملية الشكوى، مما يساعد في إنشاء فضاء للحوار حول حقوقهن وتجاربهم.

تدعو هذه المقاربة إلى إعادة تقييم العلاقات بين الجنسين، مما يعزز من قدرة النساء على التعبير عن أنفسهن والمشاركة في الإنتاج الفكري والثقافي. هذا الإطار يساعد في تعزيز الفهم العميق لدور المرأة في التراث الإسلامي، ويعيد تأكيد أهمية صوتها في بناء المجتمع وفهم القيم الإنسانية الأساسية. 

انضم مع 3 مشتركين

لمراسلة المجلة بمواد للنشر في صورة ملف word عبر هذا الايميل

salontafker@gmail.com

شارك المحتوى


اكتشاف المزيد من تفكير

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

تعليق واحد

اترك رد

ندوات